شكوك حول جدوى مشروع “مصر للميثانول والبتروكيماويات”

قال مسئول حكومى بارز أن لجنة فنية فى الشركة القابضة للغازات الطبيعية ايجاس توصلت إلى عدم جدوى تنفيذ مشروع “مصر للميثانول والبتروكيماويات” لإنتاج الميثانول والأمونيا والبتروكيماويات فى الوقت الحالى مع انخفاض اسعار الميثانول فى السوق العالمى فى مقابل ارتفاع اسعار الغاز المسال والذى يتم تصديره .
وأضاف المسئول فى تصريح خاص ان اللجنة توصلت إلى أن سعر طن الميثانول فى السوق العالمى حاليا يبلغ 300 دولار فيما يحتاج الطن منه إلى 35 مليون وحدة حرارية فى حين ان بيعهم بسعر الاسالة فى الوقت الحالى يحقق فائدة مباشرة وسريعة لصالح الدولة .
وأضاف ان ارتفاع التكلفة الاستثمارية للمشروع واستغراقه لأكثر من 5 سنوات فى التنفيذ يحول دون الموافقة على عقد توريد الغاز له فى الوقت الراهن.
وأضاف أن الاولوية فى الوقت الراهن لدى الشركة القابضة للغازات الطبيعية ” ايجاس” التابعة لوزارة البترول توريد الغاز لمصانع البتروكيماويات والاسمدة والتصدير لتحقيق عائدات دولارية تصب فى مصلحة الموازنة العامة للدولة بشكل سريع ومباشر.
ويتوزع هيكل ملكية شركة مصر للميثانول والبتروكيماويات”بين شركة أبو قير للأسمدة وشركة حلوان للأسمدة بنسبة 35% لكل منهما، وشركة الأهلي كابيتال القابضة – الذراع الاستثمارى للبنك الأهلي المصرى – بنسبة 30%.
كان مسئول حكومى فضل عدم ذكر هويته قد أكد أنه رغم أن مشروع“مصر للميثانول والبتروكيماويات والذى تم توقيع اتفاق تأسيسه عام 2021 يهدف إلى سد احتياجات السوق المحلي من الميثانول ومشتقاته وتصدير الفائض للخارج فان تواجد مصنع تابع للشركة المصرية لإنتاج الميثانول ” ميثانكس “ فى دمياط يكفى فى الوقت الراهن لسد احتياجيات السوق وتحقيق عائدات لشركة ايجاس من عمليات التصدير للكميات الاضافية للمصنع.
وتمتلك شركة ميثانكس العالمية 50٪ من المصرية لإنتاج الميثانول ” ميثانكس “ فيما تمتلك القابضة للبتروكيماويات (إيكم) 12% وتستحوذ القابضة للغازات الطبيعية (ايجاس) على نسبة 12% والشركة المصرية للغازات الطبيعية (جاسكو) على نسبة 9% فيما تستحوذ الشركة العربية للاستثمارات البترولية (APICORP) على نسبة 17%.
وأوضح المسئول أن الدراسات الاقتصادية لمشروع مصر للميثانول والبتروكيماويات تظهر أن عمليات تسويق انتاجه من الميثانول ستكون محكومة بعوامل تسويق غير “مرنة” وصعبة لانخفاض الطلب على المنتج مقارنة بالاسمدة التى تشهد ارتفاعاً قياسا فى اسعارها ، فضلاً عن تحكم شركات عالمية محددة فى عمليات انتاج وتسويق الميثانول وفى مقدمتها شركة ميثانكس العالمية والتى تتواجد فى السوق المصرى.
يشار إلى أن التكلفة الأجمالية لمشروع “مصر للميثانول والبتروكيماويات تبلغ 2.6 مليار دولار، تنفذ على مرحلتين الأولى ثلاث سنوات تنتهي في 2025 بتكلفة استثمارية حوالي 1,6 مليار دولار والمرحلة الثانية تقدر تكلفتها الاستثمارية بحوالي مليار دولار تنفذ على ثلاث سنوات.
وحسب المساهمون فى شركة “مصر للميثانول والبتروكيماويات” فأن هذا المشروع تم دراسته بعناية وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي كان يعيشها العالم أجمع جراء انتشار فيروس كورونا، حيث تم إسناد إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية والتسويقية للمشروع إلى واحد من أكبر بيوت الخبرة في هذا المجال، وقد أكدت نتائج الدراسة التي تمت جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية والتسويقية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة من المرحلة الأولى من المشروع هي مليون طن ميثانول و400 ألف طن أمونيا سنوياً .
ومن المخطط إقامة المشروع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، والتي تعطي المشروع أفضلية تنافسية نظراً للميزات الاقتصادية العديدة التي تمنحها الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتشجيع وجذب الاستثمارات.
وكان وزير البترول المهندس طارق الملا قد صرح خلال توقيع عقد المشروع فى اغسطس 2021 إن المشروع يعد إضافة جديدة لصناعة البتروكيماويات المصرية، التي تعمل باستمرار على تعظيم القيمة المضافة لثروات مصر الطبيعية، في ظل التقدم الذي حققته مصر برعاية القيادة السياسية في مجال الطاقة والبتروكيماويات واكتشافات الغاز الطبيعي، والتي انعكست آثارها بقوة على القطاعات الاقتصادية والخدمية.
كما أكد الوزير على التعاون المثمر بين الوزارة والهيئة الاقتصادية لقناة السويس والبنك الأهلي، والتي تسفر باستمرار عن نتائج متميزة تخدم الاقتصاد الوطني وتحقق أهداف الهيئة الاقتصادية من الفرص الاستثمارية المتاحة بها.
ويوفر مجمع “العالمية للميثانول” حوالي 1,200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وهو أكبر مجمع لصناعات الميثانول ومشتقاته في المنطقة الصناعية بالسخنة..