وسط مخاوف من موجة عنيفة من الركود الاقتصادى، شهدت أغلب البورصات العالمية تراجعا أمس، متأثرة بأكبر هبوط فى العملة الأوروبية «يورو» منذ ٢٠ عاما، حيث تساوت للمرة الأولى مع الدولار قبل أن تشهد ارتفاعا طفيفا، وسط مخاوف من أن تدفع أزمة الطاقة أوروبا إلى تباطؤ اقتصادى، فى ظل المخاطر الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الروسى، وهو ما تزامن مع بدء مجموعة «جازبروم» الروسية العملاقة فترة صيانة لأنبوب «نورد ستريم ١» تستمر ١٠ أيام، بينما تغرق ألمانيا ودول أوروبية أخرى فى الغموض حول ما إذا كانت روسيا ستستأنف تسليم الغاز بعد هذه الفترة من عدمه.
وعلى الرغم من أن العملة الأمريكية تلقت دعما من توقعات بأن الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى سيرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع وأقوى من أقرانه، فإن هذا لم يكن كافيا لحماية بورصة وول ستريت من الخسائر المتلاحقة.
وضاعف من حالة التشاؤم التى تخيم على الاقتصاد العالمى المخاوف بشأن تفشى فيروس «كورونا» فى الصين التى تنذر بدورها بالمزيد من عمليات الإغلاق، وهو ما دفع بورصات طوكيو وشنغهاى وهونج كونج وسول وسنغافورة وويلينجتون ومومباى وتايبيه إلى الهبوط، على الرغم من تقدم سيدنى وجاكرتا. فى حين فتحت بورصات لندن وباريس وفرانكفورت على انخفاض. كما أن الرهانات على انخفاض الطلب الناجم عن ركود محتمل ضربت أيضا سوق النفط الخام.
ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، فقد حذر فاتح بيرول، المدير التنفيذى للوكالة الدولية للطاقة، من إمكان تفاقم الضغط العالمى على الإمدادات الذى أدى بالفعل إلى نقص فى المعروض ومن ثم ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود. ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن بيرول قوله، أمام المنتدى العالمى للطاقة فى سيدنى، إن «العالم لم يشهد من قبل مثل هذه الأزمة الكبيرة فى الطاقة، من حيث عمقها وتعقيداتها». محذرا من أنه «ربما لم نشهد الأسوأ فيها بعد، إنها تؤثر على العالم بأكمله». وأشار المسئول الدولى إلى أن ارتفاع الأسعار يتسبب فى رفع تكلفة الغاز على المستهلكين، فضلا عن رفع أسعار التدفئة للمنازل والكهرباء للصناعات فى أنحاء العالم يأتى ذلك فى الوقت الذى نقلت فيه وسائل إعلام غربية عن مصدر مسئول بوزارة الخزانة الأمريكية تحذيره من أن أسعار النفط قد ترتفع بنسبة ٤٠٪ لتسجل ١٤٠ دولارا للبرميل