تعرف على بعثات التعدين لدى الفراعنة

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، كان الناس يجلسون أمام القهاوي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون لكي يسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير؛ ولأن الحكاية تجذب الكثيرين، لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة، وتحديدا عن تفاصيل الحياة اليومية.

ونشرت صيحفة الشروق فقرات عن حياة الفرد المصري القديم، وعلاقته بالطبيعة من حوله، وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُلي وغيرها، ومواد أخرى وُظفت في البناء والتعمير، وهو ما تحدث عنه كتاب “المواد والصناعات عند قدماء المصريين”، تأليف ألفريد لوكاس، وترجمة الدكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وفي الفصل الحادي عشر يتناول لوكاس المعادن في مصر القديمة، ونلاحظ وجود رحلات استكشافية منتشرة؛ للبحث عن خامات المعادن وعمال ورحالة مخصصين لهذا العمل.

يقول لوكاس: “لا يوجد النحاس عادة في الطبيعة كفلز خالص كما يوجد الذهب، ولكنه يستخلص غالبا بطرق صناعية من خاماته التي لا تلفت النظر إليها، ومع ذلك فإنه من أقدم المعادن المعروفة للإنسان، إذ استخدم في مصر قبل الذهب في فترة البداري، وفي عصر ما قبل الأسرات القديم، وأقدم آثار وجدت من النحاس فهي الخرز والمثاقب والدبابيس وتعود لعصر البداري”.

ويضيف: “مع انتهاء هذا العصر كان لدى المصري أسلحة من النحاس استعملها في القتال، وصنعت منها بعض الفؤوس والأزاميل والسكاكين والخناجر واستخدمت بكميات كبيرة في الأواني المنزلية كالأباريق، مثل التي وجدت في مقابر أبيدوس وترجع لعصر الأسرة الأولى”.

وتابع: “توجد خامات النحاس داخل في مصر في منطقتين متباعدتين هما شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية، ولإثبات أن المصريين القدماء استخلصوا النحاس من خاماته بطريقة الصهر، يوجد دليلان أولهما وجود مناجم قديمة فيها أنقاض منشآت لاستخراج الفلز، وكذلك أكوام قديمة من آثار العملية والنقوش التي تركتها بعثات التعدين في الأماكن المجاورة للمناجم”.

وأشار لوكاس، إلى مخلفات بعض الصناعات القديمة في مغارة وسرابيت الخادم الواقعتين في الجنوب الغربي من شبه جزيرة سيناء، وتبعد الواحدة عن الأخرى بحوالي اثنى عشر ميلاً، وبعض أجزاء هذه المخلفات كبيرة الحجم، وكانت لاستخراج النحاس أو حجر الفيروز، وكان أغلب الخام المستخرج من كربونات النحاس الخضراء، وكربوناته الزرقاء وسلياته، وعثر بمعبد هناك على جفنة لصهر النحاس.

وأكمل: “وجدت كثير من النقوش للبعثات الحفرية التي كانت ترس لهذه المناطق، ولم تترك النقوش تفسيرات كبيرة عن الحفر والعمل، ولكن معلومات أخرى مثل اسم الأسرة والحاكم وألقابهم”.

أضاف: “أما الصحراء الشرقية فوجد في وادي عربة وهو يقع بين اتجاه شرقي بني سويف، وجبل عطوي ويقع جنوب خط عرض الأقصر بقليل، وتوجد بهذا الجبل آثار تعدين قديم، جبل دارا ومنجم الذهب بدنجاش وهو يقع شرقي إدفو”.

شاهد أيضاً

وزير البترول يبحث مع وفد التعدين بغرفة التجارة الأمريكية بمصر فرص الاستثمار

استقبل المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية ، وفدا من لجنة التعدين بغرفة التجارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *