يُتوقع أن تصبح شركات استخراج النفط الصخري المستقلة -التي قوّضت قبضة “أوبك” التي دامت لعقود على أسواق النفط العالمية- قريباً شيئاً من الماضي، إذ تستحوذ عليها الشركات العالمية العملاقة، وفقاً لأحد الأعضاء المؤسسين لهذا القطاع.
ستستحوذ الشركات الكبرى على ما يُسمَّى بمستكشفي النفط الصخري في غضون السنوات الخمس المقبلة في ظل الضغوط المالية المتزايدة، والطلب على شركات الحفر، وفق تصريحات سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة “بايونير ناتشورال ريسورسز” (Pioneer Natural Resources) -بعد ساعات فقط من الإعلان عن بيع شركته بقيمة 60 مليار دولار لـ”إكسون موبيل”.
وقال شيفيلد خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ أمس الأربعاء: “شركات النفط الصخري لن تتمكن من الصمود على المدى الطويل.. سيتعين عليها إما الاندماج، أو التآزر، أو الانضمام إلى شركات متنوعة”.
تنوّع إمدادات النفط العالمية
اندماج الشركات المتخصصة الصغيرة في مجال النفط الصخري -والتي عادة ما تتوزع ملكيتها بين عدد محدود من المستثمرين- سوف يقضي على أمر شائك للمملكة العربية السعودية وباقي الدول الأعضاء في “أوبك”، إذ لعبت شركات الحفر المستقلة دوراً رئيسياً في تنويع إمدادات الخام العالمية على مدى العقد الماضي، مما أضعف قدرة عدد صغير من المنتجين الرئيسيين على السيطرة على أسواق الطاقة.
لا ينبغي الاستهانة بقوة شركات النفط الصخري المستقلة في السنوات الأخيرة. ففي 2020، عندما نتج عن الانهيار التاريخي في الطلب على الطاقة وفرة هائلة من الخام في جميع أنحاء العالم، فرض المنظمون في تكساس حدوداً على الإنتاج لإجبار المئات من شركات الحفر الصغيرة في الولاية على الحد من الإنتاج ووقف انخفاض الأسعار.
وقد يؤدي الانخفاض الجذري في عدد شركات الحفر في أماكن مثل حوض برميان إلى تسهيل عمل المحللين -في البنوك الأميركية الكبرى إلى “أوبك”- لتقييم اتجاهات العرض على المدى القريب والطويل، مما يقلل من عدم استقرار السوق.
من جانب آخر، قال كلاي سيجل، مدير الخدمات النفطية في مجموعة “رابيدان إنرجي” (Rapidan Energy)، إنه حتى لو كان استحواذ “إكسون” على “بايونير” نذيراً بتوحيد كبير لحفارات النفط الصخري، فإن مسؤولي “أوبك” سيظلون يركزون على العوامل الكلية.
أوضح سيجل، في مقابلة في مكتب بلومبرغ في هيوستن يوم الأربعاء: “الأمر الرئيسي الذي تجب مراقبته سيظل كما هو; إجمالي الإنتاج الأميركي، والذي لا نتوقع أن يتغير مع هذا الاندماج”.
اقتصاد الشرق