تعتزم شركة “شل” شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من قطر وتوريد السلعة إلى هولندا بموجب صفقة طويلة الأجل، ما يمثل العقد الرئيسي الثاني للدولة الخليجية مع شركة نفط أوروبية هذا الشهر.
وقعت شركتان تابعتان لكل من “قطر للطاقة” و”شل” اتفاقيتي بيع وشراء طويلتي الأمد لتوريد ما يصل إلى 3.5 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى هولندا، وفق ما أوردته الشركة في بيان صدر اليوم. وبموجب الاتفاقيتين، سيتم تسليم شحنات الغاز إلى محطة استقبال “غيت” (Gate) للغاز الطبيعي المسال في ميناء روتردام الهولندي بدءاً من عام 2026 ولمدة 27 عاماً.
وستقوم شركتان مشتركتان بين “قطر للطاقة” و”شل”، تمتلكان حصصاً في مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي- بتوريد كميات الغاز الطبيعي المسال من الشركتين.
يذكر أن “شل” شريكة في مشاريع توسعة “حقل الشمال للغاز الطبيعي المسال” بحصة تبلغ 6.25% في مشروع حقل الشمال الشرقي الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 32 مليون طن سنوياً، وحصة تبلغ 9.375% في مشروع حقل الشمال الجنوبي الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 16 مليون طن سنوياً.
عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي
تأتي تلك الخطوة استكمالاً لمساعي قطر -التي تنافس الولايات المتحدة كأكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم- لتطوير اقتصادها وتعزيز مواردها من الغاز الطبيعي المسال، مستفيدةً من المخاوف المتزايدة بشأن أمن الطاقة عبر إبرام مزيد من الصفقات طويلة الأجل.
“لا شك أن كميات الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليها تؤكد الدور الحيوي الذي يلعبه الغاز الطبيعي في تسهيل الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون وفي دعم أمن الطاقة للعملاء حول العالم”، وفق سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، في البيان الصادر عن الشركة اليوم.
كانت “قطر للطاقة” قد وقعت الأسبوع الماضي اتفاقيتين مع “توتال إنرجي” لتوريد ما يصل إلى 3.5 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال لفرنسا لمدة 27 عاماً. كما وقَّعت قطر للطاقة اتفاقية طويلة الأجل لتوريد النافتا مع شركة “ماروبيني كورب” (Marubeni Corp) اليابانية إذ ستقوم الشركة بتوريد ما يصل إلى 1.2 مليون طن سنوياً من النافتا بدءاً من أكتوبر 2023.
تعتزم قطر زيادة سعتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال بما يفوق 60% لتبلغ 126 مليون طن سنوياً مع حلول نهاية العقد الحالي، وتعمل لتحقيق ذلك عن طريق تطوير “حقل الشمال الشرقي” المقرر أن يبدأ في 2026، و”حقل الشمال الجنوبي” الذي سيكون جاهزاً لأعمال التصدير في 2027. كما تخطط الدولة الخليجية لتوقيع عدد قياسي من عقود الإنتاج المستقبلي للغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل، خلال العام الجاري.
وعلى الجانب الآخر، تسارع شركات النفط الأوروبية الكبرى لتوقيع صفقات كبيرة لمدد طويلة لتوريد الغاز الطبيعي المسال في وقت تستعد فيه المنطقة لثاني فصل من الشتاء بدون الإمدادات الروسية عبر خطوط الأنابيب، والتي اعتمدت عليها أوروبا لأكثر من 50 عاماً.