نجحت شركة سوسيداد كويميكا واي مينيرا دي تشيلي “إس كيو إم”، عملاقة تعدين الليثيوم، في استمالة شركة أزور منيرالز؛ عبر زيادة عرض شرائها النقدي إلى 1.6 مليار دولار أسترالي (مليار دولار).
وتأتي الصفقة الأحدث وسط تنافس كبير بين منتجي المعدن المستخدم في البطاريات على تأمين الإمدادات في أستراليا، موطن عدد من أكبر مخزونات المعدن في العالم.
ويعتزم مجلس إدارة “أزور” الموافقة على العرض الملزم الجديد الذي قدمته “إس كيو إم” بعد أن رفعت عرضها النقدي 52% ليبلغ 3.52 دولار أسترالي للسهم، وفقاً لما قالته الشركة الأسترالية الخميس، ما يمثل علاوة قدرها 44% على سعر إغلاق سهم “أزور” يوم 20 أكتوبر، بعد عرض غير ملزم سابق جرى رفضه قدمته “إس كيو إم” في أغسطس عند 2.31 دولار أسترالي للسهم.
أسعار الليثيوم تنخفض 64%
يأتي ذلك وسط اهتمام كبير من كبرى شركات التعدين وصُنع البطاريات في العالم في الآونة الأخيرة بقطاع الليثيوم في أستراليا، مع سعي شركات مثل “ريو تينتو” و”تسلا” إلى عقد صفقات مع شركات تملك مشروعات في المراحل المبكرة أو ما قبل الإنتاج.
وأدى ذلك إلى ارتفاع مذهل لأسهم عديد من الشركات حديثة التأسيس وتلك المغمورة سابقاً في أستراليا، حيث تهيمن الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم على تعدين الليثيوم.
وارتفعت أسهم “أزور” عن سعرها بنهاية 2022 أكثر من 15 مرة، بفضل أنباء وردت في يونيو عن نتائج حفر “استثنائية” بموقع أندوفر في غرب أستراليا، إحدى أكثر المناطق الغنية بالليثيوم في العالم. ولا يخضع عرض “إس كيو إم” إلى شروط الفحص النافي للجهالة.
مع ذلك؛ يبدو أن سعر المعدن عرضة لتقلب متزايد؛ إذا تدهور سعر المُكون الأساسي في البطاريات في الفترة الحالية بنحو 64% عن أعلى مستوياته التي بلغها في وقت سابق هذا العام.
وهدّأت “إس كيو إم”، ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم والأكبر في تشيلي، في الآونة الأخيرة المخاوف المرتبطة بالأسعار، وكررت توقعات متفائلة لزيادة مبيعات المركبات الكهربائية، لكن المستثمرين يترقبون موجة اندماجات جديدة، إذ خلقت التقييمات المنخفضة مجموعة جديدة من الأهداف المحتملة للاستحواذات.
موجة جديدة من الصفقات
وعُرقلت واحدة من أكبر صفقات معادن البطاريات على الإطلاق، عندما تراجعت “ألبيمارل” عن عرض بقيمة 6.6 مليار دولار أسترالي لشراء “لايون تاون ريسورسز”، بعدما اقتحمت جينا راينهارت، أثرى امرأة في أستراليا، معركة الاستحواذ على شركة التعدين التي يقع مقرها في بيرث.
ووافقت شركة “ليفينت”، ومقرها في الولايات المتحدة، على الاندماج مع “ألكيم” ليكونا شركة إنتاج قيمتها 10.6 مليار دولار.
كما ستشتري “كوديلكو” التشيلية شركة “ليثيوم باور إنترناشيونال”، في أول استحواذ لها في قطاع الليثيوم.
في غضون ذلك، أجرت “تيانكي ليثيوم”، شركة الإنتاج الصينية، الاستحواذ على “إسينشال ميتالز”، لكن المحاولة لم يُكتب لها النجاح.
تتوسع “إس كيو إم” في أستراليا، فيما تواجه احتمال انتهاء عقدها مع تشيلي في 2030. وتخوض الشركة محادثات مع “كوديلكو”، التي تملكها الدولة، بشأن عقد جديد وفق نموذج المشاركة بين القطاعين العام والخاص الذي وضعته الحكومة، والذي بموجبه ستتخلى عن حصة الأغلبية في المشروعات المستقبلية.
واشترت شركة التعدين التشيلية في يناير 20% من “أزور”، وباتت المساهم الأكبر فيها. وقدمت أيضاً عرض استحواذ مشروط خارج السوق بسعر 3.50 دولار أسترالي للسهم، حال إخفاق الترتيبات.
اقتصاد الشرق