ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط بشدة في تعاملات اليوم الاثنين، بسبب المخاوف من اضطراب الإمدادات في ظل استمرار الهجمات الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية، وقرار موسكو خفض إنتاجها من النفط الخام في إطار قرارات تجمع أوبك بلس للدولة المصدرة للنفط.
في الوقت نفسه ،فإن انخفاض قيمة الدولار في ظل توقعات خفض الفائدة في الاقتصادات الرئيسية ساهم في ارتفاع أسعار النفط.
وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بمقدار 32ر1 دولار أي بنسبة 64ر1% إلى 95ر81 دولار للبرميل تسليم مايو المقبل. في الوقت نفسه ارتفع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي بمقدار 32ر1 دولار أي بنسبة 55ر1% إلى 75ر86 دولار للبرميل تسليم مايو المقبل.
يأتي ذلك في حين تتزايد المخاوف بشأن استقرار الإمدادات العالمية في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة وهجمات جماعة الحوثيين اليمنية على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ردا على استمرار الحرب ضد الفلسطينيين.
في الوقت نفسه يتوقع المحللون استمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال الفترة المقبلة، بعد أن تسجل أداء قويا خلال الربع الأول من العام الحالي نتيجة استمرار نفس العوامل التي دفعت الأسعار للارتفاع منذ بداية العام الحالي.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن النفط يقترب من تحقيق ما يسمى “التقاطع الذهبي” في وقت قريب خلال الأسبوع الحالي، وهو مؤشر تقني بشر بمزيد من ارتفاع أسعار النفط في أخر مرتين ظهر فيهما.
وأشارت بلومبرج إلى أن المؤشرات الفنية لا تؤثر على كل المتعاملين في السوق بالطبع، لكنها جزء من حديث السوق الأوسع نطاقا. ويشير التقاطع الذهبي إلى تجاوز متوسط تحرك سعر النفط خلال 50 يوم تداول لمتوسط تحركه خلال الـ 200 يوم تداول الأخيرة. وفي الوقت الحالي يبلغ هذا الفارق بمقدار 70 سنتا للبرميل
وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا التقاطع لخام برنت القياسي للنفط العالمي في أغسطس الماضي، وسبق ارتفاع الأسعار بنحو 2 دولار من سعر 100 دولار للبرميل خلال شهر أو بعد ذلك. وكانت المرة السابقة التي حدث فيها هذا التقاطع الذهبي في 2020، وتلاها ارتفاعا مستمرا لفترة طويلة في الأسعار.