ارتفعت أسعار النفط لتعوض خسائرها الفادحة، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط تقلص الإمدادات وتزايد التوقعات بفرض عقوبات غربية جديدة ضد روسيا، رغم ظهور مؤشرات على إحراز تقدم فى محادثات السلام بين العاصمتين موسكو وكييف.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لأعلى مستوى لها عند 112.78 دولارًا بعد فترة وجيزة من افتتاح الجلسة، وارتفعت 86 سنتًا ما يعادل 0.8% لتصل إلى 111.09 دولارًا، لتعوض خسارة بنسبة 2% فى الجلسة السابقة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 82 سنتًا ما يعادل 0.8% لتصل إلى 105.06 دولارا للبرميل، لتعوض تراجعها بنسبة 1.6% يوم الثلاثاء الماضى.
وقال محللون من هايتونج فيوتشرز: “تشير الأسعار المتقلبة إلى معنويات شديدة الحساسية بين المستثمرين، كما أن الجميع بحاجة ماسة إلى رؤية التغييرات، ليصبح وضع السوق أكثر وضوحًا”.
ووفقا لمصادر السوق، تحول التركيز إلى نقص أزمة الإمدادات بعد أن ذكرت مجموعة معهد البترول الأمريكى أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 3 ملايين برميل فى الأسبوع المنتهى 25 مارس 2022.
ويمثل هذا التراجع 3 أضعاف الانخفاض الذى توقعه 10 محللون استطلعت رويترز آراءهم.
وشهدت السوق عمليات بيع حادة فى الجلسة السابقة، بعد أن تعهدت روسيا بتقليص العمليات العسكرية حول كييف، لكن التقارير عن الهجمات لازالت مستمرة.
وقال توبين جورى، المحلل فى بنك الكومنولث، فى مذكرة: “التعافى فى الأسعار يشير إلى أن سوق النفط، على الأقل، لديها درجة قوية من الشك بشأن إحراز أى تقدم فى محادثات السلام بين الجانبين”.
وتخطط الولايات المتحدة وحلفاؤها لفرض عقوبات جديدة على المزيد من قطاعات الاقتصاد الروسى الحيوية، بسبب مواصلة غزوها لأوكرانيا، بما فى ذلك سلاسل التوريد العسكرية.
وقالت مصادر مطلعة: “مع استمرار فرض القيود على الأسواق، قد لا يلجأ كبار منتجى النفط، لزيادة الإنتاج أعلى 400 ألف برميل يوميا، المتفق عليها عندما تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا، يوم الخميس المقبل.
وقالت السعودية والإمارات، العضوان الرئيسيان فى أوبك، إن المجموعة لن تنظر فى اتخاذ إجراءات ضد روسيا لغزوها أوكرانيا، حيث قالت إن هدف المجموعة هو تحقيق الاستقرار فى السوق وليس الانخراط فى السياسة.
وتواجه أسعار النفط ضغوطًا جراء ضعف الطلب من الصين بسبب تشديد قيود التنقل وعمليات الإغلاق فى العديد من المدن.
ومدد المركز المالى للبلاد، شنغهاى، عمليات الإغلاق فى وقت أبكر من الموعد المقرر، بعد تسجيل نحو 6 آلاف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا على المستوى المحلى.
وقال أحد مستثمرى النفط، والمقيم فى الصين: “يرى تجار البنزين والديزل بالجملة بشرق الصين، أن المخزونات تتراكم مع وجود طلب ضئيل للغاية من قبل المستهلكين، كما تتراجع معدلات التشغيل فى المصافى المملوكة للدولة بشكل كبير”.