قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي إن مصر خصصت المواقع اللازمة لإقامة مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف أن مصر تعمل حاليا على تحديث “استراتيجية الطاقة في مصر” لتشمل “الهيدروجين الأخضر” كمصدر للطاقة، كما أقرت حوافز إضافية للاستثمار في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.
جاء ذلك خلال استقبال مدبولي، اليوم، فرانس تيمرمانز، النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية للصفقة الخضراء، والوفد المرافق له؛ لمناقشة عدد من ملفات التعاون في مجال الطاقة الخضراء.
وأشار إلى استعداد مصر لإقامة الشراكات اللازمة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة النظيفة، حيث تسعى إلى تعظيم الاستفادة من الفرص المطروحة في ضوء رئاستها لمؤتمر المناخ COP27، وذلك من خلال إقامة شراكات مع عدد من الأطراف والشركات الأوروبية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وخلال اللقاء، أشاد الدكتور مصطفي مدبولي بمستوى التعاون والشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى ما اكتسبته العلاقات بين الطرفين من زخم قوى بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بروكسل في فبراير الماضي، والتي التقى خلالها بقيادات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك رئيس برلمان الاتحاد الأوروبي، فضلا عن لقائه مرتين مع أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية في بريست الفرنسية وبروكسل البلجيكية في فبراير أيضًا، بما يعزز من أواصر العلاقات المتميزة.
وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تتطلع لمزيد من الدعم من شركائها في الاتحاد الأوروبي، لاسيما من خلال تعميق شراكتها في قطاع الطاقة.
ولفت إلى الاهتمام الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الملف الحيوي، مشيرا إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس صباح اليوم معه ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والذي ناقش، من بين أمور أخري، الجهود التي تبذلها مصر لتصبح ممرا لعبور الطاقة النظيفة، ومن ثم مركزا محوريا للربط الكهربائي وصادرات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، قال فرانس تيمرمانز، النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية للصفقة الخضراء، إن تداعيات الأزمة الأوكرانية فرضت على الدول الأوروبية تسريع وتيرة التحول إلى الطاقة المتجددة، وتنويع مصادر الحصول على الطاقة الخضراء.
وأشار إلى أن زيارته الحالية تأتي لبحث ثلاثة موضوعات ذات أولوية مع مصر، أولها دعم الجهود المصرية لاستضافة الدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، المزمع عقدها في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، وثانيها دعم حصول مصر علي القمح في ظل الأزمة الأوكرانية.
ولفت في هذا الصدد إلى قرار الاتحاد الأوروبي بتخصيص 100 مليون يورو لدعم الأمن الغذائي لمصر، وتسهيل وصول القمح إليها بأسعار مناسبة.
وفيما يخص الموضوع الثالث، أشار تيمرمانز إلى أنه يتعلق ببحث سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة، سواء علي المدي القصير، من خلال توفير إمدادات الطاقة من الغاز المسال لأوروبا عبر شراكات إقليمية، أو علي المدي الطويل، من خلال المساهمة في بناء مرفق لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وذلك في ضوء تمتعها بعوامل تساعدها علي أن تكون مركزاً لإنتاجه، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز بما يساعد في سهولة نقله إلي أوروبا.
كما لفت إلى أن زيارته الحالية تعد الثانية إلى مصر خلال وقت قصير، بما يؤكد اهتمام الاتحاد الأوروبي بتسريع وتيرة التعاون مع مصر في مجال الطاقة النظيفة والخضراء.
وأشار إلى أنها من مجالات التعاون الواعدة، والتي تحمل فرصا كبيرة بالنسبة لمصر. كما أكد حرصه على تذليل كل العقبات من أجل تسريع وتيرة التعاون في هذا المجال الذي أصبح محور اهتمام العالم.
وأضاف أن عددا كبيرا من الدول العربية والإفريقية أصبح يولي أهمية خاصة لتوسيع التعاون مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
وتعقيبا على ذلك، رحب الدكتور مصطفي مدبولي بقرار الاتحاد الأوروبي بتخصيص 100 مليون يورو لدعم الأمن الغذائي لمصر.
وأعرب عن تطلعه لدعم الاتحاد الأوروبي لمصر لتخطي التداعيات الاقتصادية السلبية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية لاسيما في القطاعات الحيوية ذات الابعاد الاقتصادية والاجتماعية.
حضر اللقاء: الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والسفير محمد نصر، مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية، والسفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر.