تراجعت أسعار النفط فى تعاملات اليوم الاثنين، لتحد من مكاسبها المبكرة حيث حقق المستثمرون أرباحا من ارتفاعات الجلسة السابقة، فى ظل مخاوف بشأن الإمدادات، حيث يستعد الاتحاد الأوروبى لحظر استيراد الخام الروسى وسط الزيادات المحدودة فى إنتاج منظمة أوبك.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.66 دولار ما يعادل 1.5% ليصل إلى 109.89 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.55 دولار ما يعادل 1.4% ليصل إلى 108.94 دولار للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين، الذين ارتفعا نحو 4% يوم الجمعة الماضى، في وقت سابق إلى ما يتجاوز دولار واحد للبرميل، حيث وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى له منذ 28 مارس 2022 عند 111.71 دولار.
وقال ناوهيرو نيمورا، الشريك فى شركة “ماركيت ريسك” للاستشارات: “حقق المستثمرون أرباحا بعد مكاسب حادة يوم الجمعة الماضى”.
وأضاف نيمورا: “من المتوقع أن تظل أسعار النفط قريبة من المستويات الحالية بالقرب من 110 دولارات للبرميل حتى تتجه إلى الانخفاض أواخر العام الجاري بسبب ضعف الطلب العالمي، رغم فرض حظر من قبل الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي والزيادة البطيئة في إنتاج أوبك”.
وقال أربعة دبلوماسيين ومسؤولين يوم الجمعة السابقة، إن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى الاتفاق على حظر مرحلي على النفط الروسي خلال الشهر الجاري، رغم مخاوف بشأن الإمدادات في شرق أوروبا، حيث رفضوا الاقتراحات بالتأجيل أو التخفيف منها.
وفرضت موسكو عقوبات على العديد من شركات الطاقة الأوروبية، في الأسبوع الماضي، ما تسبب في مخاوف بشأن الإمدادات.
وعلى جانب آخر، لم تنفذ منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها من بينها روسيا، الخطط المتفق عليها سابقًا لزيادة الإنتاج بسبب نقص الاستثمار في حقول النفط لدى بعض الدول الأعضاء بأوبك، إضافة إلى خسائر الإنتاج الروسي في الآونة الأخيرة.
وأظهر أحدث تقرير شهري من أوبك أن إنتاجها في أبريل الماضي، قد ارتفع بمقدار 153 ألف برميل يوميًا إلى 28.65 مليون برميل يوميًا، ليقل عن الزيادة البالغة 254 ألف برميل يوميًا التي تسمح بها أوبك بموجب اتفاقها.
كما عالجت الصين 11% من النفط الخام بنسبة أقل من العام السابق، مع انخفاض الإنتاجية اليومية إلى أدنى مستوى منذ مارس 2020 حيث قلصت المصافي عملياتها بسبب ضعف الطلب بسبب عمليات الإغلاق الموسعة بسبب انتشار الفيروس.
وسجلت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة أعلى مستوى لها على الإطلاق، اليوم الاثنين، حيث أدى انخفاض المخزونات إلى تصاعد مخاوف الإمدادات مرة أخرى.
وقال كازوهيكو سايتو، كبير المحللين في “فوجيتومي للأوراق المالية”: “ستظل أسعار النفط في ارتفاع، لاسيما خام غرب تكساس الوسيط على المدى القريب، حيث استمرت أسعار البنزين الأمريكي في الارتفاع وسط ضعف واردات المنتجات البترولية من أوروبا”.