فيديو…إثيوبيا تتحدث عن آثار جانبية للملء وأمان سد النهضة

أقر المدير العام لسد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، لأول مرة، بوجود آثار جانبية على مصر والسودان من عملية الملء، مشيرا إلى أن التخزين الثالث سيكون خلال موسم الأمطار المقبل، في أغسطس وسبتمبر المقبلين.

وتخالف تصريحات مدير سد النهضة مزاعم مسؤولين إثيوبيين بارزين، على رأسهم رئيس الوزراء آبي أحمد، بأن المشروع لن يضر بالقاهرة والخرطوم.

وقال هورو في لقاء تلفزيوني لقناة العربية الحدث: “قد تكون هناك آثار جانبية لسد النهضة، لا يمكن إنكار ذلك، لكنها ليست بالضرر الحقيقي، وهذه الآثار الجانبية تكون في فترات الملء، ولهذا تملء إثيوبيا سد النهضة على مراحل لمراعاة شئون الدول الأخرى”.

وردًا على سؤال حول مخاوف مصر من تهديد سد النهضة لأمنها المائي، قال المسئول الإثيوبي: “هذه محطة مائية لتوليد الكهرباء ما يعني أنها تحول قوة المياه المتدفقة إلى طاقة كهربائية، وما يدخل من مياه سيخرج فورا (عند اكتمال الملء)”، معتبرا مخاوف القاهرة “شائعات لأسباب سياسية لرغبتها في استغلال المياه وحدها والاستحواذ على الموارد”.

هورو عاد وصرح: “في المواسم المطرية، ستذهب المياه الفائضة من السد إلى دولتي المصب، أما في فترات الجفاف فتحول هذا المياه إلى السد المركزي، وهذه هي الطريقة الطبيعية للملء في مثل هذه المشاريع”.

وقال هورو: “يجوز أن يساورهما (مصر والسودان) القلق لكنهما يشكون السد ويجعلون منه قضية يتحدثون عنها في كل مكان”، مضيفًا: “عليهم التحلي بالعقلانية، نحن لا نضع أيدينا على الموارد الطبيعية الخاصة بهم، هذا مورد طبيعي يعود لإثيوبيا ومن حقنا الاستفادة منه”.

وقال إن “جزءا كبيرا من تأخر تسليم المشروع يعود إلى إسناده لمتعهد، وقد رأينا أن استراتيجية الحكومة السابقة كانت خاطئة لذا أجرينا عملية تصحيح وجئنا بخبراء ومختصين لإتمام المشروع”.

أمان السد

وعن المخاوف المتعلقة بأمان سد النهضة، قال هورو: “ليس هناك شكوك حول سلامة السد، لن ننفق أكثر من 4 مليارات دولار لتشييد سد غير آمن ولا يصمد طويلا”.

وتوقع المسؤول الإثيوبي الانتهاء من تشييد السد في عام 2024، وأوضح أن “التشييد والبناء يختلف عن ملء السد، الأخير سيستغرق مدة أقصاها 7 سنوات”.

توليد الكهرباء

وأشار هورو إلى التوربينة الثانية ستدخل الخدمة خلال بضعة أسابيع، وأن الطاقة القصوى الممكن توليدها من السد عند اكتمال تركيب وحداته الثلاثة عشر، 5150 ميجاوات، بإجمالي 15 ألفًا و760 جيجاوات سنويا.

وتحدث مدير سد النهضة عن عملية بدء توليد الكهرباء من التوربينة الأولى، قائلًا إن طاقته القصوى 375 ميجاوات وسيصل لها عند بلوغ السد أعلى ارتفاع، مضيفًا: “وقد اتصلت (الطاقة المولدة من التوربينة) بالشبكة القومية للكهرباء”.

رد مصري على مزاعم إثيوبيا

وبحسب تصريحات سابقة لوزير الري، الدكتور محمد عبد العاطي، فإن الجانب الإثيوبي يوحي بأنه مضطر للملء باعتباره ضرورة إنشائية وبغرض توليد الكهرباء، وهو أمر مخالف للحقيقة، بدليل اضطلاع الجانب الإثيوبي بالملء خلال العامين الماضيين رغم عدم جاهزية توربينات السد لتوليد الكهرباء، وهو الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول إصرار إثيوبيا على ملء السد دون توليد كهرباء.

كما أشار عبد العاطي إلى تعمد الجانب الإثيوبي إصدار بيانات مغلوطة وإدارة السد بشكل منفرد؛ مما تسبب في حدوث أضرار كبيرة على دولتي المصب، والتي تتكلف مبالغ ضخمة تقدر بمليارات الدولارات لمحاولة تخفيف الآثار السلبية الناتجة عن هذه الإجراءات الأحادية التي أحدثت ارتباك في نظام النهر، مؤكدا أن أي نقص في المياه سيؤثر على الملايين من العاملين بقطاع الزراعة.

وعن عدم استفادة أديس أبابا من مياه النيل الأزرق واستحواذ القاهرة على نصيب الأسد، قال عبد العاطي إن إثيوبيا تخزن ٥٥ مليار مترم كعب في بحيرة تانا، و١٠ مليارات في سد تكيزي و٣ مليارات في سد تانا بالس، و٥ مليارات في سدود فنشا وشارشارا ومجموعة من السدود الصغيرة، لافتا إلى أن إثيوبيا تمتلك أكثر من ١٠٠ مليون رأس من الماشية تستهلك ٨٤ مليار متر مكعب سنويا من المياه وهو ما يساوي حصة مصر والسودان مجتمعين.

اتفاق ملزم

وترفض القاهرة والخرطوم أي خطوات إثيوبية أحادية في ملء وتشغيل سد النهضة، مشددين على أهمية التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم.

وكان وزير الخارجية، سامح شكري، قد أكد، في تصريحات تليفزيونية قبل أيام، أن ملف سد النهضة قضية وجودية مرتبطة بأمن مصر ومواطنيها، وأن القاهرة تعمل بكل جد لدفع الأمور نحو الأمام للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يؤدي إلى “توفير الأمن المائي لمصر، ويتيح للأشقاء في إثيوبيا التنمية”. واستدرك: “لكن حتى الآن الجهود لم تسفر عن نتيجة إيجابية”.

وأضاف شكري”نراقب ونتابع من خلال اتصالاتنا مع الشركاء الدوليين كيفية تحريك المفاوضات والتوصل لاتفاق”.

منفتحون على الحوار

وعن مستقبل المفاوضات، قال وزير الخارجية: “دائما منفتحون على التفاوض والحوار، وفي أي وقت يستأنف المسار الإفريقي، أو أي مسارات أخرى، ستجد مصر متفاعلة بشكل إيجابي وكثيف”.

السودان يعقب

طالب السودان المسؤولين الإثيوبيين بالكف عن مثل هذه التصريحات “غير المنضبطة والالتزام بمباديء الدبلوماسية عبر الحوار والتفاوض كخيار لحل الخلاف بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة”.

ووصف السودان، في بيان لوزارة الخارجية اليوم، تصريحات مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، بأنها “غير مسؤولة”.

وذكر البيان أنه من المدهش “عدم اكتراث المسؤول الإثيوبي للأضرار المحتملة على الجانب السوداني رغم اعترافه باحتمال تأثر كل من السودان ومصر بعملية الملء الثالث مما يشير إلى أن إثيوبيا تريد المضي قدما في مواقفها الأحادية السابقة”.

وأكدت الخارجية السودانية ضرورة الالتزام بالمواثيق والعهود وعملية التفاوض الجارية التي تحفظ حق الأطراف الثلاثة بغية الوصول لتسوية شاملة لأزمة سد النهضة تحقق المصالح المشتركة حتى لا تتحول “نعمة السد إلى نقمة”، مجددة تأكيد ما اعتبرته “حق إثيوبيا في التنمية” لكن دون إحداث أضرار ذات شأن بالسودان.

واعتبرت في الوقت نفسه أن التصريحات التي أدلى بها مدير سد النهضة “تسمم الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية، وتزيد من حدة التوتر للعلاقات بين البلدين وتمثل خرقا للإتفاقات السابقة ونكوصا عن مقترح السودان الداعي للالتزام بالرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأفريقي والبنك الدولي) في عملية التفاوض”.

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يشارك فى جلسة حوارية بمؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي

مدبولى: تحقيق استقرار مصر أمر غاية في الأهمية وسط الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *