تعتزم شركة “سوناطراك” الجزائرية، المملوكة للدولة، تخصيص 50 مليار دولار خلال الفترة من 2024 حتى 2028 للاستثمار بمجال الاستكشاف والتنقيب وإنتاج النفط والغاز والبتروكيماويات.
رشيد حشيشي، مدير عام سوناطراك، أوضح في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس الشركة، أنه في إطار تطوير قدرات الشركة في مجال الاستثمار، لا سيما على مستوى نشاطات المنبع (الاستكشاف والتنقيب والإنتاج)، تم تخصيص مبلغ 50 مليار دولار للسنوات الخمس المقبلة لهذا الغرض؛ منها 36 مليار دولار موجهة للاستكشاف والإنتاج.
وأضاف أن سوناطراك تتطلع إلى تطوير محفظتها الاستثمارية بتوسيع نشاطاتها في مجال الصناعات البتروكيماوية من خلال إنتاج “البوليبروبيلان”، والمشروع الضخم المدمج لإنتاج الفوسفات الذي سيمكن الجزائر بعد إنجازه من أن تصبح من أكبر مصدري الأسمدة على المستويين الإقليمي والدولي.
زيادة إنتاج النفط والغاز في الجزائر
من المتوقع أن يتجاوز حجم إنتاج الغاز في الجزائر خلال 2023 مستويات 2022 بنحو 4 مليارات متر مكعب، حسبما كشف محمد عرقاب، وزير الطاقة، مؤخراً رداً على أسئلة أرسلتها “الشرق” له عبر البريد الإلكتروني.
واتفقت “سوناطراك”في يوليو الماضي مع شركة الطاقة العملاقة “توتال إنرجيز” على استثمار أكثر من 700 مليون دولار لاستخراج نحو 55 مليار متر مكعب من الغاز من حقلين في الجزائر.
ووفقاً لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة “جودي”، بلغ إنتاج الجزائر من الغاز نحو 96.7 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2022، في حين أن الإنتاج وصل حتى سبتمبر الماضي إلى نحو 79.6 مليار متر مكعب.
استقرار أسواق الطاقة العالمية
حول إنتاج المحروقات، أشار عرقاب إلى أن البلاد تتوقع زيادة الإنتاج الأولي للبترول بنسبة 2% سنوياً خلال السنوات الأربع القادمة، لتصل إلى نحو 209 ملايين طن مكافئ بحلول عام 2027.
كان الوزير عرقاب أكد لـ”الشرق” إن دول “أوبك” والدول غير الأعضاء المشاركة في اتفاق “أوبك+”، متمسكة باتفاقها، مشيراً إلى أنها تواصل تقييم ظروف السوق ومعالجة تحدياتها واتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب وحسب الحاجة، في محاولة منها لضمان استقرار السوق لصالح كل من المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.
شراكات جديدة
في يونيو الماضي، وقّعت “سوناطراك” الجزائرية مع “بيرتامينا” الإندونيسية و”ريبسول” الإسبانية عقداً لاستغلال مناطق استكشافات نفطية عبر تقاسم الإنتاج، بقيمة استثمارية 800 مليون دولار أميركي باستهداف مخرجات تُقدر بنحو 150 مليون برميل مكافئ نفط.
وقالت شركة النفط الحكومية الجزائرية في بيان حينها إن العقد الجديد يتضمن رقعة التعاقد بمنزل لجمات (كتلة 405 أ)، وتُعد “بيرتامينا” و”ريبسول”، شريكين لسوناطراك في العقد الخاص برقعة منزل لجمات وأولاد نصير (كتلتي 405 و215).
كما تتعامل “سوناطراك” مع العديد من شركات الطاقة الأوروبية مثل “سيبسا” (Cepsa) و”إنديسا” (Endesa) في إسبانيا، و”إيني” (Eni) الإيطالية، و”إنجي” (Engie) الفرنسية، و”غالب” (Galp) في البرتغال.
جدير بالذكر أن مجمّع “سوناطراك”صدّر 4 مليارات متر مكعب من الغاز عن طريق السوق الفورية سنة 2022”. وبالإضافة للاستكشاف والإنتاج، يتضمن المخطط الاستثماري الخماسي لدى “سوناطراك” رصد أكثر من 7 مليارات دولار لمشاريع التكرير والبتروكيماويات وتسييل الغاز.