هاني توفيق يكتب |-يحدث فقط فى مصر
– ماشوفناكومش ليه فى الجونة !
– احنا كنا فى الساحل علشان حاغير العفش كله ويمكن نعزل كمان فى فيلا اكبر على البحر .
– الجونة كانت على بعضها ،،، مفيش خرم إبرة فى اى كافيه او رستوران . والاسعار كمان ماقولكيش !!!
– تتصورى !! انا معزومة فى ٥ افراح الشهر ده لوحده ، ولازم نروح لأن المعازيم بالمئات وفى اصحاب كتير ماشفتهمش من زمان .
– إحنا ياخسارة مش حانعرف نحضر اى عزومات او افراح علشان مسافرين برة نعمل شوبنج .
و تتكرر مثل هذه المناقشات على كافة المستويات الأقل اجتماعياً وأنت نازل. فالمولات والكافيهات والمطاعم الشعبية مليانة على آخرها ، وكأن الحياة مستمرة كما هى دون أى ضغوط مادية جدت علينا !!!
***** يحدث هذا فى مصر ، بينما لى أصدقاء أطباء ومهندسين عايشين فى انجلترا وألمانيا وفرنسا ، الدول المتقدمة الغنية ، يعانون من ارتفاع تكلفة كافة وسائل المعيشة من غذاء و كهرباء ووقود ، و لدرجة جعلت البعض منهم لايستطيع إكمال الشهر دون استنزاف مدخرات سابقة أو الاستغناء تماماً عن ارتياد السفر والأكل خارج المنزل وعن بعض أساسيات الحياة ( ٥٥٪ من الامريكيين توقفوا عن الاكل بالمطاعم و ٣٠ الغوا خطط اجازات الصيف ) .
فهل نحن شعب فاقد رؤية المستقبل ، أم فاقد العقل ، أم مدلل لدرجة عدم القدرة على تغيير عاداته وتقاليده طبقا للظروف !!!
**** العالم ينهار من حولنا فى تدهور غير مسبوق من تباطؤ اقتصادى ، ومصانع تغلق أبوابها ، وناس حاتقعد فى بيوتها دون عمل ، ولابد من اجراءات تقشفية سواء على مستوى الدولة ذات الاقتصاد الهش ، والتى تحاول الاقتراض يميناً ويساراً لضمان استمرار الحياة ، أو على مستوى الأفراد والأسر التى لايعلم الا الله مدى ضمان دخلها خلال العامين القادمين !!!
أرجوكم إقرأوا عن الانكماش ، والتضخم،، والركود التضخمى ، ثم الكساد الاقتصادى لاقدر الله ، لنتعرف جميعاً على تبعات تدهور هذه الفترة الاقتصادية ، والتى ستستمر لمدة عامين على الاقل نظراً لظروف الحرب ، وتفشى المرض ، وتوقف سلاسل توريد البضائع ، و طبقا لتوقعات كبار الاقتصاديين بالبنك والصندوق الدوليين مؤخراً………. وعلى ذلك ، فهذا وقت ادخار كل قرش لديك تحسباً لظروف لايعلم مدى قسوتها او مدتها الا الله.
اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد.
🟥هاني توفيق
الرئيس الاسبق للجمعية المصرية للاستثمار المباشر